تعيش مدينة خنيفرة في الآونة الأخيرة ظرفا استثنائيا عقب تعثر شركة أوزون للنظافة ودخولها مرحلة التصفية القضائية، مما ترتب عنه حرمان عدد كبير من العاملات والعمال من أجورهم لأزيد من ثلاثة أشهر متتالية.ورغم قسوة هذا الوضع، أثبت هؤلاء العمال والنساء معدنهم الأصيل، فواصلوا أداء واجبهم المهني بكل إخلاص ونكران ذات، محافظين على نظافة مدينتهم وجمالها في أصعب اللحظات. وجسدوا أسمى قيم المواطنة الصادقة، وروح التضحية والمسؤولية.وقد عبر سكان المدينة، بكل مكوناتهم من سلطات محلية وفعاليات مدنية ومواطنين، عن تضامن واسع واعتزاز عميق بهذه الفئة المكافحة، لاستمرارها في عملها رغم الصعاب، وتقديرا لعطائها المتواصل في سبيل الصالح العام، ووفاء لرسالتها النبيلة في الحفاظ على البيئة وصون جمالية المدينة.وبفضل المتابعة الدقيقة والتدخل الإنساني المسؤول للسيد عامل إقليم خنيفرة، وما بذله من جهود متواصلة لدى الجهات المختصة، تمكنت الجماعة من الحصول على ترخيص رسمي من وزارة الداخلية يسمح لها بالتدخل المباشر لصرف أجور العمال الذين ظلوا يؤدون مهامهم رغم الظروف الصعبة.وخلال هذا الأسبوع، سيتم بحول الله الشروع في صرف مستحقاتهم المالية كاملة، اعترافا بجميل عطائهم وتقديرا لتفانيهم في خدمة مدينتهم وأهلها.وفي هذا الإطار، تؤكد جماعة خنيفرة أنها تتابع هذا الملف بكل جدية ومسؤولية، وبتنسيق دائم مع السلطات المحلية، حيث عبر السيد رئيس الجماعة عن تقديره الكبير لتضحيات هؤلاء العمال والعاملات، وعن استعداد الجماعة التام للدفاع عن حقوقهم المشروعة وضمان إنصافهم عبر كل السبل القانونية والإدارية المتاحة.
وإذ تتوجه جماعة خنيفرة بأسمى عبارات الشكر والامتنان إلى السيد عامل الإقليم على ما أبداه من حس إنساني عال وحرص دائم على إنصاف هذه الفئة، فإنها تجدد التزامها الراسخ بالبحث عن حلول مستدامة تضمن حقوق العمال واستقرارهم المهني، ومن ضمنها إحداث إطار جمعوي يعنى بشؤونهم الاجتماعية والمهنية.
كل التقدير والاعتزاز لهؤلاء الجنود الأوفياء الذين حافظوا على إشراقة خنيفرة رغم التحديات.