مونوغرافية

0 admin
  • الموقـع الإداري و الجغرافـي :

تعتبـر مدينة خنيفرة عاصمة الإقليم، الذي ينتمي إلى جهة بني ملال – خنيفرة و هي مركزه الإداري حيث تحتضن مقر العمالة وكذا مختلف المصالح الإقليمية ورمزها البريدي هو 54000.

تقع مدينة خنيفرة على خط العرض 32°55’48N و خط الطول 5°39’36W على ارتفاع 826 من سطح البحر بالأطلس المتوسط و يبلغ عدد سكانها 116.589 نسمة حسب إحصاء سنة 2014 وذلك بعد ضم مركز أمالو إغريبن إلى مدارها الحضري سنة 2008 وتبعد عن أقرب المدن المحيطة بها وهي مدينة مكناس إلى الشمال ب 125 كلم ومدينة بني ملال إلى الجنوب ب 130 كلم وعن الراشيدية عبر ميدلت في اتجاه الشرق ب 263 كلم. كما أن أقرب محطة للسكك الحديدية للمدينة هي محطة مكناس ب 125 كلم وأقرب مطار هو فاس سايس ب 160 كلم .كما يعتبر ميناء الـدار البيضاء (290 كلم) من أقرب الموانئ إليـها.

تمتد مدينة خنيفرة على مساحة 18 كلم² وهي جماعة حضرية يقوم بتدبير شؤونها مجلس جماعي مكون من 39 عضوا. وتقع هذه المدينة على الطريق الوطنية رقم 8 ذات الأهمية الاقتصادية المهمة والتي تعتبـر من أهم المنافذ الطرقية للمدينة حيث تربطها أيضا بمدينة فاس 160 كلم شمالا ومدينة مراكش 300 كلم جنوبـا.

* حدود الجماعـة :

 تحد مدينة خنيفرة جماعة البرج إلى الشمال والغرب وجماعة موحى أو حمو الزياني إلى الشرق والجنوب كما يحيط بها أربعة جبال وهي باموسى إلى الغرب، أقلال بالشرق، بوحياتي إلى الشمال وجبل الحديد بجنوبها. كما يمر عبرها نهر أم الربيع الذي يفصلها إلى قسمين غربي وشرقي. كما تبعد على منابع أم الربيع ب 35 كلم وعبرها يمكن الولوج إلى غابات الأرز بالأطلس المتوسط وكذا العديد من البحيرات والعيون المائية مما يجعل موقعها سياحي بامتيـاز.

* المنــاخ :

موقع المدينة المرتفع عن سطح البحر وكذا وجودها أسفل المرتفعات المحيطة بها يجعل من مناخها حار بالصيف وبارد شتاء، كما تسجل تساقطات مطرية مهمة غالبا ما تكون مصحوبة برياح شمالية. كما تعرف المدينة عواصف رعدية تتسبب في أضرار ملحوظة نظرا لتواجد المدينة بمنحدرات الجبال المحيطة بها، منها فيضانات نهر أم الربيع و كذا الشعاب ومجاري الميـاه المتواجـدة بـها.

  • تاريخ المدينـة :

تعتبر مدينة خنيفرة التي تنتمي للأطلس المتوسط بالمغرب عاصمة قبائل زيان الأمازيغية وهي مؤسسة على ضفتي نهر أم الربيع. و تعتبر المدينة القديمة نواة حضيرة خنيفرة ( قبل سنة 1900 ) والتي تتميز بأزقتها الضيقة ومتاجرها المخصصة لتجارة التوابل وكذا لصناعة الجلد والصوف مما يجعل من مركزها نمودج المدن العتيقة للمملكة. وقد امتدت حول هذه النواة مدينة عصرية ببناء حديث وعمارة عصرية ذات 3 طوابق مع الحفاظ على الأبنية التي خلفتها الحقبة الإستعماريـة.

وتحتضن المدينة ضمن مبانيها قصبة موحى أو حمو الزياني التي بناها السلطان المرابطي ابن تاشفين على ضفاف نهر أم الربيع حيث تم ترميمها من طرف السلطان العلوي المولى اسماعيل سنة 1688 في إطار إنشائه للمحور الإستراتيجي المؤدي من مكناس عبر أزرو خنيفرة إلى مراكش. كما تقع بالمدينة القنطرة التاريخية المولى إسماعيل التي أنشأت بدورها سنة 1688.

وقد تم تصنيف المآثر التاريخية السالفة الذكر، قصبة موحى أوحمو الزياني والقنطرة العتيقة المولى إسماعيل، كثرات وطني من قبل وزارة الثقافـة ( ظهير 26 دجنبر 1933، الجريدة الرسميـة عدد 1114 بتاريـخ 2 مارس 1934 صفحة 186 ) و التي يمتزج فيها ماضي و حاضر المدينـة في الذاكرة الجماعية لمختلف الأجيال المتعاقبة لساكنة المدينـة.

و قد اشتهرت المدينة كمعقل رئيسي للمقاومة الشرسة للإستعمار الفرنسي والتي خلدت بمعركة لهري (قرية تبعد ب 20 كلم عن مدينة خنيفرة) يوم 13/11/1914 حيث انتهت بانتصار كبير لقبائل زيان والقبائل المجاورة لها (إشقيرن، آيت إيحند وامتدت حتى تشمل قبائل بعيدة كآيت احديدو وآيت عطى التي توحدت لأول مرة). و يرمز هذا النصر إلى مجد هذه القبائل وكذا المكانة الكبيرة التي اكتسبها القائد موحى أوحمو الزياني حيث تم القضاء على كتيبة الضابط لافردير laverdure بشكل شبه نهائي. إلا أن رد المستعمر لم يتأخر حيث حشد الدعم العسكري لقواته لعزل قبائل زايان وحصر مساحتها الجغرافية وإجبار السكان على اللجوء إلى الجبال. وقد تم بالفعل حصار قبائل زيان وعزلها حيث نجح المستعمر في تأمين منطقة تادلة التي كانت تعتبر خزانا مغربيا للفلاحة، من هجمات هذه القبائل المجاهـدة.

وقد عرفت المدينة أيضا بالمظاهرات الشعبية والإحتجاجات رغم محاولات الجنرال الشهير كيوم من استمالتها إلى السياسة الإستعمارية، والذي ألقى خطابا بالمدينة باللغة الأمازيغية لزرع التفرقة بين الأمازيغي و العربي نذكر منها :

* غشت 1924 : شهدت المدينة تظاهرات ضد الظهير البربري الذي أيده بعض قواد الإستعمار كالباشا لكلاوي والباشا حسن أمحزون وبعض المثقفيـن المعروفين بعدائهم للأمازيغ ( إضرابات، الصلاة و الذكر باللطيف مع الدعوة لله لعدم التفريق بين الأمازيغ و إخوانهم العرب ).

* 20 غشت 1955 وهي ذكرى نفي الملك المغفور له محمد بن يوسف، حيث عرفت المدينة اضطرابات غير مسبوقة أثبتت تعلق العائلة الأمازيغية بالأسرة العلوية وتشبتها بعودة الملك للبلاد واستقلال المغرب، على غرار مناطق أخرى منها وادي زم، إيموزار مرموشة، آيت الهم (Aderj) والدار البيضاء. و قد قامت قبائل زيان بمحاصرة مدينة خنيفرة حيث كان يوما دمويا على إثر الأمر بالإبادة الذي أعطاه الجنرال جيلبير ديفال إذ استشهد عدد كبير من المقاومين من المدينة ولم يتم استثناء مدينة وادي زم من أمر الجنرال الطاغية الآنف ذكره والذي لقي حتفه يوم 22 غشت 1955 في انفجار مروحيته بجبال خنيفرة.

الأنشطة الاقتصاديـة :

  • الصناعـة: تعتمد الصناعة على بعض المعامل لمعالجة الحديد، الرخام ووحدات لتحويل الخشب.
  • التجـارة: تعتبر التجارة بالتقسيط من أهم الأنشطة الإقتصادية للساكنة بدءا بالمواد الإستهلاكية الأولى إلى مختلف المواد الأخرى كانت تجهيزية أو البناء إلى غير ذلك. كما تتوفر المدينة على سوق الخضر بالجملة وسوق أسبوعي ذات أهمية اقتصادية كبيرة حيث يعتبر سوق الأحد بمدينة خنيفرة من بين أهم أكبر الأسواق بالجهة. كما يعتبر قطاع البناء من القطاعات المهمة بالمدينة التي عرفت توسعا عمرانيا في السنوات الأخيرة ليبقى من بين أهم مصادر الدخل لشريحة كبيرة من السكان.
  • الخدمـات : تتوفر المدينة على قطاع واسع للخدمات رغم تواضعها ( فنادق، مقاهي و مطاعم ) وتسعى المدينة إلى استغلال موقعها الجغرافي الرابط بين شمال المغرب وجنوبه ( مكناس وفاس ومراكش ) ومرور الطريق الوطنية رقم 8 عبرها لتحسين أداءها السياحي الذي لا يزال دون المستوى المطلوب.
  • الصناعـة التقليديـة : تحتضن المدينة صناعة تقليدية لا بأس بها حيث توجد غرفة للصناعة التقليدية تعتني بشؤون الصناع التقليديين العاملين بالجلد والخشب والصوف حيث تنشط العديد من التعاونيات. وتتوفر المدينة على مدبغة عصرية وكذا على محلات للخياطة والنسيج والخشب وغـير ذلك.تتوفر المدينة على مؤهلات طبيعية هامة تجعل منها وجهة سياحية بامتياز خصوصا محيطها الجبلي وتنوعه البيئي الذي يتميز بغابات الأرز وبحيراتها المتعددة والعيون ومجاري المياه على رأسها نهر أم الربيع ذي الأهمية الكبيرة وطنيا، إضافة إلى الغنى الثقافي الأمازيغي المتنوع. وتعرف المدينة أنشطة ثقافية مهمة منـها :  
  • – أسبـوع الفـرس الـذي تستضيفـه المدينـة. 
  •  – مباريـات اختيـار أحسن فصائـل الخيـول وباقي المواشي.
  •    – مواسم للفروسيـة بمشاركـة ( السربـات ) الزيانيـة المحليـة.
  •    – الأسبـوع الإقليمـي للصناعـة التقليديــة.
  •    – الأسبــوع الثقــافي الأمازيغـــي.
  • مؤهـلات المدينـة :

كما ينشط بالمدينة نسيج جمعوي مهم بمختلف المجالات الثقافية والرياضية والتربوية إلى غير ذلك.

التعليقات مغلقة

©CommuneKhenifra